مدينة فرنسية تجمع الثقافات العالمية
على مدى سنوات عديدة ذاعت شهرة مدينة مارسيليا الساحلية بجنوب فرنسا كمركز للجريمة والاضطرابات الاجتماعية والانحلال، لكن المدينة راحت في هدوء تجدد نفسها ومن ثم أصبحت مقصدا سياحيا مهما. ومارسيليا، أقدم المدن الفرنسية، هي بؤرة انصهار مزدهرة للثقافات كما أنها جسر أوروبا الجذاب إلى أفريقيا.وأيا كان الطريق الذي تتخذه إلى بانيه الجزء القديم والشهير من المدينة أو إلى نوتردام دى لاجارد فإن عليك دائما أن تصعد عدة درجات الامر الذي يجعل مارسيليا تبدو أعلى مما هي في الواقع.واستخدام الدرج صعودا وهبوطا يوفر دائما رؤية مختلفة للمدينة. ومن الميناء حيث يقود شارع كانبير العريض إلى المدينة فإن سوق «لاكري» أوسوق المزاد العلني للسمك مشهد يستحق المشاهدة بالفعل.ففي أكشاك البيع بالسوق يمكنك أن تشاهد مختلف أنواع السمك المحار والاخطبوط بل وحتى سياف البحر الضخم. وتتوافر الاعشاب القادمة من بروفانس ويعرض تجار أفارقة بضاعتهم المختلفة ومنها الاقنعة والاحزمة. والميناء التاريخي الذي يريد مسؤولو المدينة تجديده خلال السنوات القادمة بتكلفة مئة مليون يورو هو قلب مارسيليا الجامع لكافة الاجناس.هناك يمكن للمرء أن يرى ويسمع خليطا متنوعا للثقافات ..هنا يجلس القادمون من غرب أفريقيا بأزيائهم الملونة الغريبة مع رجال من المغرب جاءوا إلى هنا قبل عشرات السنين. وهم يحتسون الشاي بالنعناع ويدخنون الشيشة تماما كما لو كانوا يجلسون في مدينة الجزائر أو مدينة تونس.وأفضل مشهد للمدينة يمكنك أن تراه من البحر حيث تشهد المدينة وهي تتكئ على نفسها. ها هي قلعة ديف ببرجيها المحيطان بها والتي صنع شهرتها الكسندر دوماس الذي استغل سجن القلعة كمادة لروايته «الكونت دي مونت كريستو».ولا يوجد في سجلات السجن سجين يدعى إدموند دانتس. لكن هذا لم يضر بسمعة المدينة.