عيدان الطعام – جزء لا يتجزأ من ثقافة الطعام اليابانية
يستخدم العديد من البلدان في مختلف أنحاء العالم عيدان الطعام، بينما نشأت في اليابان ثقافةً فريدة حولها. تُشكّل عيدان الطعام جزءًا أساسيًا لا غنى عنه من ثقافة الطعام اليابانية، وقد تم ابتكار أصناف مختلفة منها على مر السنين بسبب التغيرات الزمنية واختلاف الغرض من استخدامها. سنلقي نظرة على العلاقة الوثيقة التي تجمع بين الشعب الياباني وعيدان الطعام، أو “هاشي” كما تسمّى محليًا.
تستخدم معظم البلدان في جميع أنحاء العالم عيدان الطعام والملاعق جنبًا إلى جنب. أما في اليابان، فغالبًا ما يتم تناول الوجبات التقليدية باستخدام عيدان الطعام فقط. ويكمن أحد أسباب ذلك في أنّ العنصر الأساسي في النظام الغذائي الياباني هو أرز “أوروشيماي” الذي يلتصق ببعضه البعض، مما يجعله سهل الالتقاط باستخدام عيدان الطعام. علاوةً على ذلك، تتمثل منذ العصور القديمة العادة في اليابان في تناول الطعام أثناء الإمساك بالوعاء بيد واحدة.
في الماضي، لم يكن اليابانيون يستخدمون طاولات الطعام، بل كانوا يجلسون على الأرض ويأكل كل منهم على طاولة صغيرة فردية مع أرجل، تُعرف باسم طاولة “زن”. وبما أن مسافة كبيرة تفصل بين طاولة “زن” ووجه الشخص الجالس، فقد أصبح من المعتاد تناول الطعام مع إمساك الوعاء في يد واحدة. من هنا، أصبح من الشائع أيضًا شرب الحساء مباشرة من الوعاء بدون استخدام ملعقة، ومنذ ذلك الحين يبدو أن تناول الطعام باستخدام عيدان الطعام فقط لاقى انتشارًا أوسع.
منذ ذلك الحين، ومع تغير أنماط الحياة واستبدال طاولات “زن” بطاولات على الطراز الغربي، أصبحت مساند عيدان الطعام (“هاشي-أوكي”) مستخدمة على نطاق واسع لمنع عيدان الطعام من التدحرج ومنع أطراف عيدان الطعام من لمس الطاولة أثناء تناول الطعام.
من الشائع أن يستخدم الناس في منازلهم أوعية الأرز وعيدان الطعام الخاصة بهم، ويشددون على رغبتهم في ألّا يستخدم أي شخص آخر عيدان الطعام الخاصة بهم، لذلك غالبًا ما يملك كل فرد من العائلة عيدان طعام خاصة به يمكن إعادة استخدامها، تسمى “ماي-باشي” (والتي تعني “عيدان الطعام الخاصة بي”).